ماهي الموسيقى
تعريف الموسيقى لغة عالمية يشترك في فهمها والإحساس بها الناس جميعاً، دون تمييز لجنس محدد أو مجموعة معينة على اختلاف البيئات واللغات والجذور، وتستخدم الصوت والزمن كعنصرين مكونان لها، وبذلك تصبح هي علم وفن ولغة الرموز والإشارات، ويقول سليم الحلو:
” ..إن الموسيقى والجبر والحساب والهندسة والمنطق والعروض، هي كلها تعرف بأنها من جنس “ العلم الموزون” وهي علوم متشابكة، رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون .”
وتتفرع الموسيقى إلى فرعين مهمين يكملان بعضهما البعض، يعرفهما المتخصص في أحد فروع الموسيقى التي تشمل العزف و الغناء.
أما الفرع الأول فهو الموسيقى النظرية وهو علم يعنى بأصول وأسس نسج الألحان مؤتلفة بالأوزان.
والفرع الثاني هو الموسيقى التطبيقية أي الممارسة الفعلية التي ينجم عنها إصدار الأصوات بإحدى الطرق أو الوسائل، مثل الصوت البشري (الغناء) الذي يستخدم اللغة وسيطا تعبيريا عن الألحان المؤداة أو الآلات الموسيقية التي تصدر أنغاما مجردة.
أيضا قال الشيخ أبو منصور الحسين بن محمد بن عمر بن زيلة:
” علم الموسيقى يشتمل على بحثين أحدهما يبحث عن أحوال النغم من حيث الائتلاف والتنافر وسمى (علم التإلىف) والآخر يبحث عن مقادير الأزمنة المتخللة بين النغم يسمى(علم الإيقاع.” أبي منصور الحسين بن زيلة: تحقيق زكريا يوسف، دار القلم، القاهرة،1964م، صفحة 18 .
الموسيقى علم وفن ولغة (علم تناسب الأصوات والأزمنة) سليم الحلو: مرجع سابق، صفحة 60
لقد مرت الموسيقى من الناحية النظرية بعدة تعريفات فمن قال بأنها فن روحي خلقه الله لحاجة الإنسانية إلى ما يهذب روح ووجدان الإنسان محمود سامي حافظ: قواعد الموسيقى الغربية وتذوقها، الطبعة الثالثة، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1988م، صفحة 4، فهي فن لأن أصواتها عند الصدور تكوّن في نسيجها ألحانا مؤتلفة، منها السريع ومنها البطيء ومنها المعتدل، يميزها الإنسان بحاسة السمع. وهي علم لأنها تستخدم رموز خاصة بنسب ومقادير محددة وفق نظم علمية فنية دقيقة، واستخدمت كتطبيق فعلي في تدوين الألحان، ماجعلها متاحة للأجيال المتعاقبة.
أيضا قيل أنها علم يرتبط بالرياضيات من حيث بناء وصياغة القواعد والنظريات الخاصة بالأصوات والأنغام، ويتمثل ذلك في التطور الخاص بالنظريات الموسيقية المرتبطة بعلم الأًصوات (Acoustics) وهو علم يعنى بحساب الذبذبات والاهتزازات ومقاييسها ونسبها وغير ذلك. وهي لغة إذ لها مفرداتها الوجدانية الخاصة والمميزة التي تختلف عن بقية اللغات، فكما لكل شعب لغته، ولكل مجال مفرداته واصطلاحاته وأدبياته، فإن الموسيقى ليس لها لغة واحدة توجه لشعب أو لجنس بعينه بل تشترك كل الشعوب في معرفة دلالاتها وتأثيراتها التي تستهدف خصائص استجابة النفس البشرية كأحد أهم أدوات التخاطب.
أصل كلمة موسيقى
بالبحث عن أصل كلمة (موسيقى) اتضح أنها لفظ يوناني الأصل، فقد كان إلىونانيون يسمون كل ما له اتصال بفن (موسيقى)، أما الروم القدماء فقد ارتبط لفظ موسيقى عندهم بمدلولات أوسع مما هو متعارف علىه، وقد تم اشتقاق لفظ موسيقى من كلمة (موستيه mossthe`)، وهي تعني (الاستلهام) أو (الإيحاء) وأصل الكلمة (موس moss) فأخذوا الكلمة وزادوا عليها (ألفا) فصارت (موسا mossa)، كما أنهم قسموا الفنون الجميلة أيضا إلى تسعة أقسام ونسبوا لكل فن رمز معين يرتبط به، وهي فنون (الغناء، الرقص، الرسم، الدراما، الكوميديا، الخطابة، التاريخ، الفروسية، وعلم الفلك).
وقد أضيف إلى الجزء الأول من كلمة (موسا) حرفي الـ (قاف، وإلىاء) وذلك للدلالة على النسبة إلى الاسم الملحق بها فأصبحـــت (موسيقى)، لذلك فإن الكلمة ترمز إلى الفنون عامة، ولكن انفردت الكلمة فيما بعد وأصبحت تدل على اللغة الخاصة بالإلحان، بعد ذلك تسربت إلى الأمم الأخرى فنطقت كل أمة بالكلمة حسب ما يناسبها من اصطلاح لغوي.
ولتسهيل عملية الاستماع والاستمتاع بتذوق فن الموسيقى، لابد من التعرف على القواعد والنظريات التي تحكم ذلك.