تعريف الموسيقى: لغة تجمع بين العلم والفن وتلامس الوجدان

folder_openالمدونة, الموسيقى كعلم
commentلا توجد تعليقات
تعريف الموسيقى، وأصلها وكيف تعد علم، فن، ولغة

لا يقتصر تعريف الموسيقى على علم الأصوات من ناحية فيزيائية، كما لا تتوقف عند كونها فنٌ راقٍ فقط، الموسيقى لغة عالمية تُحاكي المشاعر وتوحد القلوب.

تعريف الموسيقى

تعرف الموسيقى على أنها لغة عالمية يشترك في فهمها والإحساس بها الناس جميعاً، دون تمييز لجنس محدد أو مجموعة معينة على اختلاف البيئات واللغات والجذور، وتستخدم الصوت والزمن كعنصرين مكونان لها، وبذلك تصبح هي علم وفن ولغة ذات رموز وإشارات مميزة،

ويقول سليم الحلو: “إن الموسيقى والجبر والحساب والهندسة والمنطق والعروض، هي كلها تعرف بأنها من جنس “ العلم الموزون” وهي علوم متشابكة، رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون .”

ومن هنا تجد أن تعريف الموسيقى يجمع بين العلم ذا القواعد الثابتة، حيث تعد القواعد الموسيقى من أهم أركان هذا العلم، كما أنها لغة يمكن قكتابتها وقراءتها بالتدوين الموسيقي من خلال أشكال موسيقية معينة. وأيضا لها أفرع وأنواع وهو ما سيأتي تاليا.

أنواع الموسيقى وفروعها

تتفرع الموسيقى إلى فرعين مهمين يكملان بعضهما البعض، يعرفهما الموسيقيين المتخصصين حيث أن تعلم الموسيقى لا يكتمل إلا من خلال تعلم الفرعين معا وهذه الفروع هي الموسيقى النظريت، والموسيقى التطبيقية.

الفرع الأول: الموسيقى النظرية

الموسيقى النظرية هو علم يعنى بأصول وأسس نسج الألحان مؤتلفة بالأوزان، ويأتي تحت مظلة هذا الفرع، دراسة قواعد الموسيقى، والصولفيج، ودراسة الاشكال الموسيقية وكتابتها، وهي الأمور التي من خلالها يتمكن الموسيقي من نسج مختلف الألحان بصورة موزونة.

تعريف الموسيقى من خلال فروعها المختلفة متمثلة في الأشكال الموسيقية للموسيقى النظرية والالات الموسيقية للموسيقى التطبيقية

الفرع الثاني: الموسيقى التطبيقية

الموسيقى التطبيقية هي الممارسة الفعلية التي ينجم عنها إصدار الأصوات بإحدى الطرق أو الوسائل، مثل الصوت البشري (الغناء) الذي يستخدم اللغة وسيطا تعبيريا عن الألحان المؤداة أو الآلات الموسيقية التي تصدر أنغاما مجردة. تعد الموسيقي التطبيقيةفعليا هي تطبيق ما تم نسجه من خلال الموسيقى النظرية.

أيضا قال الشيخ أبو منصور الحسين بن محمد بن عمر بن زيلة: علم الموسيقى يشتمل على بحثين أحدهما يبحث عن أحوال النغم من حيث الائتلاف والتنافر وسمى (علم التإلىف) والآخر يبحث عن مقادير الأزمنة المتخللة بين النغم يسمى(علم الإيقاع.أبي منصور الحسين بن زيلة: تحقيق زكريا يوسف، دار القلم، القاهرة،1964م، صفحة 18 .

الموسيقى علم وفن ولغة (علم تناسب الأصوات والأزمنة) سليم الحلو

إقرأ أيضا: هل الموسيقى حرام؟

الموسيقى علم ،فن، ولغة

لقد مرت الموسيقى من الناحية النظرية بعدة تعريفات فمن قال بأنها فن روحي خلقه الله لحاجة الإنسانية إلى ما يهذب روح ووجدان الإنسان محمود سامي حافظ. (1)،  فهي فن لأن أصواتها عند الصدور تكوّن في نسيجها ألحانا مؤتلفة، منها السريع ومنها البطيء ومنها المعتدل، يميزها الإنسان بحاسة السمع.

يمكن تعريف الموسيقى على انها علم لأنها تستخدم رموز خاصة بنسب ومقادير محددة وفق نظم علمية فنية دقيقة، واستخدمت كتطبيق فعلي في تدوين الألحان، ماجعلها متاحة للأجيال المتعاقبة، أيضا قيل أنها علم يرتبط بالرياضيات من حيث بناء وصياغة القواعد والنظريات الخاصة بالأصوات والأنغام، ويتمثل ذلك في التطور الخاص بالنظريات الموسيقية المرتبطة بعلم الأًصوات (Acoustics) وهو علم يعنى بحساب الذبذبات والاهتزازات ومقاييسها ونسبها وغير ذلك.

أيضا تعد الموسيقى لغة إذ لها مفرداتها الوجدانية الخاصة والمميزة التي تختلف عن بقية اللغات، فكما لكل شعب لغته، ولكل مجال مفرداته واصطلاحاته وأدبياته، فإن الموسيقى ليس لها لغة واحدة توجه لشعب أو لجنس بعينه بل تشترك كل الشعوب في معرفة دلالاتها وتأثيراتها التي تستهدف خصائص استجابة النفس البشرية كأحد أهم أدوات التخاطب.

هل ترغب في تعلم المزيد عن الموسيقى كعلم وفن؟ اطلع على دوراتنا الموسيقية المختلفة واختر ما يناسبك

أصل كلمة موسيقى

عبر التاريخ ارتبط تعريف الموسيقى في الحضارات المختلفة بعدة مفاهيم، وبالبحث عن أصل كلمة (موسيقى) اتضح أنها لفظ يوناني الأصل، فقد كان إلىونانيون يسمون كل ما له اتصال بفن (موسيقى)، أما الروم القدماء فقد ارتبط لفظ موسيقى عندهم بمدلولات أوسع مما هو متعارف علىه، وقد تم اشتقاق لفظ موسيقى من كلمة (موستيه mossthe`)، وهي تعني (الاستلهام) أو (الإيحاء) وأصل الكلمة (موس moss) فأخذوا الكلمة وزادوا عليها (ألفا) فصارت (موسا mossa)، كما أنهم قسموا الفنون الجميلة أيضا إلى تسعة أقسام ونسبوا لكل فن رمز معين يرتبط به، وهي فنون (الغناء، الرقص، الرسم، الدراما، الكوميديا، الخطابة، التاريخ، الفروسية، وعلم الفلك).

وقد أضيف إلى الجزء الأول من كلمة (موسا) حرفي الـ (قاف، وإلىاء) وذلك للدلالة على النسبة إلى الاسم الملحق بها فأصبحت (موسيقى)، لذلك  فإن الكلمة ترمز إلى الفنون عامة، ولكن انفردت الكلمة فيما بعد وأصبحت تدل على اللغة الخاصة بالإلحان، بعد ذلك تسربت إلى الأمم الأخرى فنطقت كل أمة بالكلمة حسب ما يناسبها من اصطلاح لغوي. ولتسهيل عملية الاستماع والاستمتاع بتذوق فن الموسيقى، لابد من التعرف على القواعد والنظريات التي تحكم ذلك.

لا يقتصر تعريف الموسيقى على التعريف اللغوي فحسب، بل أيضا على فهم طبيعتها الفريدة لكونها علم، فن ولغة

مراجع:

  1. أبي منصور الحسين بن زيلة: تحقيق زكريا يوسف، دار القلم، القاهرة،1964م، صفحة 18.

Tags: alarabiya, alhurranews, entertainment_sa, FilmMOC, GEA_SA, gea_saudi, gea.ksa, MOC_Music, MOCHeritage, MOCLibraries, MOCMuseums, MOCPerformArt, mocsaudi, Nameer, Nameer_Arts, Nameer_Arts_canter, Nameer_canter, Riyadh_music, SaudiNews50, sorour_ksa, VisitIthra, الهيئة_العامة_للترفيه, دى_الموسيقى, مركز_سرور_الموسيقي, نمير, نمير_للفنون, وزارة_الثقافة

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

keyboard_arrow_up